- المشاركات
- 256
- مستوى التفاعل
- 12
- النقاط
- 18
دخول توبر
" كلما تقلم النخل سمق"
" هلت علينا ليلة الرابع عشر من شهر أكتوبر كالضيف العزيز، وأقمنا فيها طنجية "توبر "، وقد انتشرت روائحها، وتسعرت قدود جذع النخل الملتهبة، لتطهي خبز القمح البلدي على قلة ملساء، بينما تبدع أصابع النسوة في تسوية رقائق الخبز بعد نضجه قطعا صغيرة، ثم تمزج القطع بمرق لحم القديد الذي يخبأ له من لحم الأضحية غالبا، لتلتقي رقائق الخبز مع إدام اللحم في قصعة مرصعة بالبيض ومتلالئة بالدهن صبغا للآكلين..
في أيام توبر أي أكتوبر، لا نستطيع السهر طويلا لكثرة التعب نهارا، وهو ما يجعلنا نستسلم للنعاس باكرا في الليل، حيث نعود للبيت بعد المغرب مرهقين، ويكون الجسد مثخنا بنفخ الأيدي والوخز والكدمات والجروح التي تسبقها أنات الوجع.
أيام توبر الفلاحي في توات يومئذ أيام للجد والنشاط، أيام يخافها الحمار ويهابها لدرجة التظاهر بالمرض، ويكثر فيها بثوره، ويتمنى لو أنها مضت برقا. كنت أردد في نفسي: وددت أنني وجدت ذلك الشنقيطي الذي زار توات في عز أيام الخريف، وحاول أن يجد فقيها أو حافظا يستذكر معه العلم، وكان قد بلغه ما فيها من العلم والفقه في الزوايا ودور تحفيظ القرآن، ولكنه لم يظفر بشيء من مطلبه، فأشعر:
بلاد بها زبل البهائم نافذ # وجوهر فقه أبخس ما يقرأ
لأقول له: لقد جئت في الزمن غير المناسب؛ هذا الشهر في عرف فلاحينا سند تدور عليه معيشة العام.."
مقطع من روايتي
الطرحان ريح اقتلعت النخل التي ستصدر قريبا بحول الله.
" كلما تقلم النخل سمق"
" هلت علينا ليلة الرابع عشر من شهر أكتوبر كالضيف العزيز، وأقمنا فيها طنجية "توبر "، وقد انتشرت روائحها، وتسعرت قدود جذع النخل الملتهبة، لتطهي خبز القمح البلدي على قلة ملساء، بينما تبدع أصابع النسوة في تسوية رقائق الخبز بعد نضجه قطعا صغيرة، ثم تمزج القطع بمرق لحم القديد الذي يخبأ له من لحم الأضحية غالبا، لتلتقي رقائق الخبز مع إدام اللحم في قصعة مرصعة بالبيض ومتلالئة بالدهن صبغا للآكلين..
في أيام توبر أي أكتوبر، لا نستطيع السهر طويلا لكثرة التعب نهارا، وهو ما يجعلنا نستسلم للنعاس باكرا في الليل، حيث نعود للبيت بعد المغرب مرهقين، ويكون الجسد مثخنا بنفخ الأيدي والوخز والكدمات والجروح التي تسبقها أنات الوجع.
أيام توبر الفلاحي في توات يومئذ أيام للجد والنشاط، أيام يخافها الحمار ويهابها لدرجة التظاهر بالمرض، ويكثر فيها بثوره، ويتمنى لو أنها مضت برقا. كنت أردد في نفسي: وددت أنني وجدت ذلك الشنقيطي الذي زار توات في عز أيام الخريف، وحاول أن يجد فقيها أو حافظا يستذكر معه العلم، وكان قد بلغه ما فيها من العلم والفقه في الزوايا ودور تحفيظ القرآن، ولكنه لم يظفر بشيء من مطلبه، فأشعر:
بلاد بها زبل البهائم نافذ # وجوهر فقه أبخس ما يقرأ
لأقول له: لقد جئت في الزمن غير المناسب؛ هذا الشهر في عرف فلاحينا سند تدور عليه معيشة العام.."
مقطع من روايتي
الطرحان ريح اقتلعت النخل التي ستصدر قريبا بحول الله.